الشباب التونسي مُقبل على نمط العيش الأميركي
صفحة 1 من اصل 1
الشباب التونسي مُقبل على نمط العيش الأميركي
الشباب التونسي مُقبل على نمط العيش الأميركي
إسماعيل دبارة من تونس: "أميركا الشيطان الأكبر، رأس الامبريالية الكاسحة التي تستهدف هوية شعبنا في الصميم...لترحل بثقافتها وعلومها وديمقراطيتها فهي غير مرغوب فيها أما نهايتها فهي آتية لا محالة لأن بوادر ذلك بدأت تلوح في الأفق". هذه العبارات والشعارات لطالما رفعت في الجامعة التونسية بمختلف أجزائها من الشمال إلى الجنوب في فترة ما من تاريخ البلاد. واليوم، يبدو أننا لن نسمع مجددًا تلك الشعارات التي لطالما تمسك بها مناضلو "الاتحاد العام لطلبة تونس" المنظمة النقابية الطلابية القانونية الوحيدة في تونس والتي يسيطر عليها اليساريون بمختلف تفرعاتهم والمعروفون بعدائهم الصارخ لأميركا ومن يسير على ركبها.
"ولّى زمان تلك الشعارات الجوفاء التي تمكن يساريو تونس من التمويه و التضليل بها طويلاً، لدفعنا إلى الالتفاف حولهم في الجامعات و في النقابات" تقول الأستاذة ريم بو شيحة 32 سنة وتضيف: "لما كنت طالبة في كلية 9 نيسان انخرطت بشكل كبير في معاداة القيم الرأسمالية والتي كانت الولايات المتحدة الأميركية تختزلها، كانت ظرفية هيمنت فيها الأفكار المتطرفة التي ناصبت العداء لكل ما هو وافد سواء من الشرق أو من الغرب، واليوم انا بريئة من كل تلك التصرفات ذات الشحن الإيديولوجي السخيف، لأنني أرحب بقيم الغرب عمومًا والولايات المتحدة خصوصًا واعتبر أنه لا خلاص لنا نحن العرب إلا بنهج الدول التي صنعت حضارات حقيقية".
هل ترحب بنمط العيش الأميركي أم ترفضه؟ هل تصرفات الشباب الأميركي مرجع بالنسبة إليك أم لا ؟ وسياسات أميركا والديمقراطية التي تبشر بها هل أنت موافق عليها أم محترز منها؟ أسئلة مختلفة طرحتها "إيلاف" على عدد من الشبان والشابات التونسيات، فتعددت الإجابات وتنوعت واختلفت وتضاربت أحيانًا، لتكشف في مجملها أن العداء الذي يتحدث عنه بعضهم تجاه الولايات المتحدة الأميركية وما ترمز إليه من ثقافة و تقاليد وقيم جديدة على المجتمعات العربية لم يعد بالحدة التي كان عليها في السابق.
(لا... لعداء أميركا ؟)...
حسان 21 سنة ، شاب متحرر بشهادة أهله وأصدقائه ، يلبس الجينز الأميركي ولا يكاد يُغيّره، تقول والدته إنه يفضل الساندويتش والفاست فوود على أكلتها التي تتعب كثيرًا في طهيها، أغانيه المفضلة مصدرها أميركي أو بريطاني و يطمح في السفر إلى الولايات المتحدة لإتمام دراسته، ويصحح المعلومة لإيلاف بقوله : 'ليس لإتمام دراستي فحسب وإنما للعيش كذلك هناك، فمنذ سنوات وأنا أحلم بمغادرة تونس نحو بلدي الثاني أميركا، نمط عيشي أميركي بحت لم يبق سوى تغيير المكان الذي أعيش فيه لأكون أميركيًا بمواطنية من درجة أولى'.
حسان يردّ على من يطالب بالكف عن استيراد القيم الغربية وتطبيقها في مجتمع عربي مسلم بالقول: لا ارغب في سماع مثل هذا الكلام أبدًا فهو ينم عن ماضوية لم أرَ مثيلاً لها ، إن عادينا أميركا فمن سيبقى لنا ؟
(أميركا قصّرت في تصدير نمط عيشها)...
رحاب مولدي 26 سنة لباسها وسيارتها الرياضية وتصفيفة شعرها الأشقر تدل جميعها على آنسة أميركية تدرس بتونس. تقول لـ "إيلاف": أنا لا أخفي إعجابي بنمط العيش الأميركي ، لكنني لست من الأشخاص الذين يتأثرون بالإعلام الأميركي والأفلام وأكلاتهم ولباسهم، وإنما إعجابي بالغرب عمومًا يعود إلى تعودي على السفر إلى كل من أوروبا وأميركا الشمالية... شخصيا اعتبر الولايات المتحدة مقصرة كثيرًا في تصدير نمط عيشها الذي لا يزال بعيدًا عنا كل البعد، فنظرات الاحتقار التي تلاحقني هنا تدلّ على اننا لازلنا محافظين في تونس عكس وسائل الإعلام التي تريد تصويرنا دومًا على أننا أناس متحررون للغاية و منقلبون على خصوصياتنا الثقافية".
(سلبيات و ايجابيات... ولي الاختيار...)
من جهتها تعتبر كوثر بن حامد 26 سنة أن نمط العيش الأميركي وإن كانت له ايجابيات عدة مثل احترام الآخر و تشبثه بمبادئ الحرية و الديمقراطية وحقوق الفرد وحقه في الاختيار الحرّ، إلا انه لا يزال يشكو نقائص كبيرة.
وتفسّر: صورة الولايات المتحدة و قيمها عندنا لا يمكن أن تتمثل في أذهاننا بغض النظر عن ممارسة القيادة السياسية في هذا البلد المتقدم ، لما نرى سجونا مثل أبو غريب و باغرام و غوانتنامو وغيرها قد نُصدم قليلاً أو كثيرًا، ولما نسمع بأن الولايات المتحدة تخصص المليارات لتحسين صورتها في العالم العربي و المليارات المماثلة لتشويه الإسلام والاعتداء على حرمة الدين فإننا نتردد قليلا في قبول ما يأتينا من هذا البلد حكومة وشعبًا وقيمًا ، لكنني على قناعة تامة من أن ما نظّر له الأميركان هو الأنسب لنا فمن يرفض الديمقراطية و المساواة بين الجنسين و الحرية و الانفتاح الاقتصادي و المالي".
أما هيثم 30 سنة فاعتبر سؤال "إيلاف" في غير محله البتة و يقول : "أن تطرحوا علينا هذا السؤال اليوم و نحن في عصر العولمة و الانفتاح و انهيار الحدود فذلك يعني نوعًا من الشدّ إلى الخلف ، شئنا أم أبينا التقاليد والقيم الأميركية سواء كانت سياسية أم ثقافية أم اقتصادية أو غيرها ، لها الأولوية في عالمنا ، النمط الأميركي المتحرر غزا دولا تبدو منغلقة على نفسها ككوريا الشمالية ومنغوليا و غيرها فما بالك بتونس المتفتحة، لكن يجب الإشارة إلى أن ما يأتي من أميركا يحمل السلبيات والايجابيات في آن ، وعلى الفرد مراعاة خصوصياته و الأخذ بناصية ما هو ايجابي فحسب أما السلبي فلنتركه لأهله".
(أرفض الأمركة)...
وضّاح بدوي شاب يدرس التاريخ يقول إنه يعترف بحق أميركا في التعريف بقيمها ونمط عيشها خارج حدودها ولكنه يرفض الأمركة صراحة ، لأن التاريخ العربي الإسلامي أنتج أكثر مما أنتجته الولايات المتحدة والغرب من ورائها بعشرات المرات.
"حقيقة أرفض الأمركة وإن كنت أقرّ بأننا نعيش عصرها بامتياز، لا أريد أن يفهم من كلامي من أنني رجعي أو متخلف فأنا آكل الهمبورغر الأميركي وأتابع أفلام الهوليود و أستعمل محركات البحث الأميركية عبر النات ، لكن منطلقي ليس التأثر بل لان الموجود و الشائع ذو مصدر أميركي، توجد استراتيجيا خبيثة لدى الأميركان تهدف إلى حشرنا في مربع ضيق وقصفنا بانجازاتهم الراقية لتصوير أنفسهم كبديل قوي وقادر على الإنتاج اما نحن العرب والمسلمون فلسنا إلا أسواقًا كبيرة نستهلك سلعهم وندافع عن قيمهم المستوردة بأكثر مما يدافعون هم عنها، وهذا ما يغيظني في الشباب التونسي ، ينجرّ بصفة عمياء مع كل وافد دون أن يدرس بتمعّن الإبعاد الحضارية والثقافية وراء ما يقدم عليه".
( هوية مهتزة)...
وللكشف عن إقبال الشباب التونسي وترحيبه بنمط العيش الأميركي مقابل رفض بعضهم له ، التقت "إيلاف" الباحث الاجتماعي المنجي سعيداني الذي كانت ايجاباته كالأتي:"أعتقد أن التنشئة الاجتماعية للشاب التونسي هي التي تجعل من موقفه تجاه النمط الأميركي الليبرالي متذبذبًا نوعًا ما، إذ لا يمكن أن نقول إنه مقبل عليه بصفة كلية كما لا يمكن اعتباره رافضًا له ، وهذا عائد إلى المنطقة التي يعيش فيها الشاب التونسي ، وهي منطقة متوسطية ظلت طوال قرون عدة مسرحا لتعاقب وتلاقح عدد من الثقافات والحضارات المختلفة والمتنوعة مما أدى إلى تذبذب واضح في نمط عيش التونسي الذي لم يستقرّ إلى اليوم على سلوكات محددة.
وهذا ما يجعل من الاندفاع للتقليد الأعمى للغرب بنمط عيشه الاستهلاكي والذي لا يمثل في الحقيقة سوى القشور فحسب خصوصا لو أخذنا بالاعتبار الثورة الاتصالية الهائلة التي يشهدها العالم اليوم والتي سهلت كثيرًا آليات الاطلاع على أنماط العيش الأخرى والثقافات المختلفة التي يروم الشاب التونسي تقليدها والتّطبع بطبائعها".
إسماعيل دبارة من تونس: "أميركا الشيطان الأكبر، رأس الامبريالية الكاسحة التي تستهدف هوية شعبنا في الصميم...لترحل بثقافتها وعلومها وديمقراطيتها فهي غير مرغوب فيها أما نهايتها فهي آتية لا محالة لأن بوادر ذلك بدأت تلوح في الأفق". هذه العبارات والشعارات لطالما رفعت في الجامعة التونسية بمختلف أجزائها من الشمال إلى الجنوب في فترة ما من تاريخ البلاد. واليوم، يبدو أننا لن نسمع مجددًا تلك الشعارات التي لطالما تمسك بها مناضلو "الاتحاد العام لطلبة تونس" المنظمة النقابية الطلابية القانونية الوحيدة في تونس والتي يسيطر عليها اليساريون بمختلف تفرعاتهم والمعروفون بعدائهم الصارخ لأميركا ومن يسير على ركبها.
"ولّى زمان تلك الشعارات الجوفاء التي تمكن يساريو تونس من التمويه و التضليل بها طويلاً، لدفعنا إلى الالتفاف حولهم في الجامعات و في النقابات" تقول الأستاذة ريم بو شيحة 32 سنة وتضيف: "لما كنت طالبة في كلية 9 نيسان انخرطت بشكل كبير في معاداة القيم الرأسمالية والتي كانت الولايات المتحدة الأميركية تختزلها، كانت ظرفية هيمنت فيها الأفكار المتطرفة التي ناصبت العداء لكل ما هو وافد سواء من الشرق أو من الغرب، واليوم انا بريئة من كل تلك التصرفات ذات الشحن الإيديولوجي السخيف، لأنني أرحب بقيم الغرب عمومًا والولايات المتحدة خصوصًا واعتبر أنه لا خلاص لنا نحن العرب إلا بنهج الدول التي صنعت حضارات حقيقية".
هل ترحب بنمط العيش الأميركي أم ترفضه؟ هل تصرفات الشباب الأميركي مرجع بالنسبة إليك أم لا ؟ وسياسات أميركا والديمقراطية التي تبشر بها هل أنت موافق عليها أم محترز منها؟ أسئلة مختلفة طرحتها "إيلاف" على عدد من الشبان والشابات التونسيات، فتعددت الإجابات وتنوعت واختلفت وتضاربت أحيانًا، لتكشف في مجملها أن العداء الذي يتحدث عنه بعضهم تجاه الولايات المتحدة الأميركية وما ترمز إليه من ثقافة و تقاليد وقيم جديدة على المجتمعات العربية لم يعد بالحدة التي كان عليها في السابق.
(لا... لعداء أميركا ؟)...
حسان 21 سنة ، شاب متحرر بشهادة أهله وأصدقائه ، يلبس الجينز الأميركي ولا يكاد يُغيّره، تقول والدته إنه يفضل الساندويتش والفاست فوود على أكلتها التي تتعب كثيرًا في طهيها، أغانيه المفضلة مصدرها أميركي أو بريطاني و يطمح في السفر إلى الولايات المتحدة لإتمام دراسته، ويصحح المعلومة لإيلاف بقوله : 'ليس لإتمام دراستي فحسب وإنما للعيش كذلك هناك، فمنذ سنوات وأنا أحلم بمغادرة تونس نحو بلدي الثاني أميركا، نمط عيشي أميركي بحت لم يبق سوى تغيير المكان الذي أعيش فيه لأكون أميركيًا بمواطنية من درجة أولى'.
حسان يردّ على من يطالب بالكف عن استيراد القيم الغربية وتطبيقها في مجتمع عربي مسلم بالقول: لا ارغب في سماع مثل هذا الكلام أبدًا فهو ينم عن ماضوية لم أرَ مثيلاً لها ، إن عادينا أميركا فمن سيبقى لنا ؟
(أميركا قصّرت في تصدير نمط عيشها)...
رحاب مولدي 26 سنة لباسها وسيارتها الرياضية وتصفيفة شعرها الأشقر تدل جميعها على آنسة أميركية تدرس بتونس. تقول لـ "إيلاف": أنا لا أخفي إعجابي بنمط العيش الأميركي ، لكنني لست من الأشخاص الذين يتأثرون بالإعلام الأميركي والأفلام وأكلاتهم ولباسهم، وإنما إعجابي بالغرب عمومًا يعود إلى تعودي على السفر إلى كل من أوروبا وأميركا الشمالية... شخصيا اعتبر الولايات المتحدة مقصرة كثيرًا في تصدير نمط عيشها الذي لا يزال بعيدًا عنا كل البعد، فنظرات الاحتقار التي تلاحقني هنا تدلّ على اننا لازلنا محافظين في تونس عكس وسائل الإعلام التي تريد تصويرنا دومًا على أننا أناس متحررون للغاية و منقلبون على خصوصياتنا الثقافية".
(سلبيات و ايجابيات... ولي الاختيار...)
من جهتها تعتبر كوثر بن حامد 26 سنة أن نمط العيش الأميركي وإن كانت له ايجابيات عدة مثل احترام الآخر و تشبثه بمبادئ الحرية و الديمقراطية وحقوق الفرد وحقه في الاختيار الحرّ، إلا انه لا يزال يشكو نقائص كبيرة.
وتفسّر: صورة الولايات المتحدة و قيمها عندنا لا يمكن أن تتمثل في أذهاننا بغض النظر عن ممارسة القيادة السياسية في هذا البلد المتقدم ، لما نرى سجونا مثل أبو غريب و باغرام و غوانتنامو وغيرها قد نُصدم قليلاً أو كثيرًا، ولما نسمع بأن الولايات المتحدة تخصص المليارات لتحسين صورتها في العالم العربي و المليارات المماثلة لتشويه الإسلام والاعتداء على حرمة الدين فإننا نتردد قليلا في قبول ما يأتينا من هذا البلد حكومة وشعبًا وقيمًا ، لكنني على قناعة تامة من أن ما نظّر له الأميركان هو الأنسب لنا فمن يرفض الديمقراطية و المساواة بين الجنسين و الحرية و الانفتاح الاقتصادي و المالي".
أما هيثم 30 سنة فاعتبر سؤال "إيلاف" في غير محله البتة و يقول : "أن تطرحوا علينا هذا السؤال اليوم و نحن في عصر العولمة و الانفتاح و انهيار الحدود فذلك يعني نوعًا من الشدّ إلى الخلف ، شئنا أم أبينا التقاليد والقيم الأميركية سواء كانت سياسية أم ثقافية أم اقتصادية أو غيرها ، لها الأولوية في عالمنا ، النمط الأميركي المتحرر غزا دولا تبدو منغلقة على نفسها ككوريا الشمالية ومنغوليا و غيرها فما بالك بتونس المتفتحة، لكن يجب الإشارة إلى أن ما يأتي من أميركا يحمل السلبيات والايجابيات في آن ، وعلى الفرد مراعاة خصوصياته و الأخذ بناصية ما هو ايجابي فحسب أما السلبي فلنتركه لأهله".
(أرفض الأمركة)...
وضّاح بدوي شاب يدرس التاريخ يقول إنه يعترف بحق أميركا في التعريف بقيمها ونمط عيشها خارج حدودها ولكنه يرفض الأمركة صراحة ، لأن التاريخ العربي الإسلامي أنتج أكثر مما أنتجته الولايات المتحدة والغرب من ورائها بعشرات المرات.
"حقيقة أرفض الأمركة وإن كنت أقرّ بأننا نعيش عصرها بامتياز، لا أريد أن يفهم من كلامي من أنني رجعي أو متخلف فأنا آكل الهمبورغر الأميركي وأتابع أفلام الهوليود و أستعمل محركات البحث الأميركية عبر النات ، لكن منطلقي ليس التأثر بل لان الموجود و الشائع ذو مصدر أميركي، توجد استراتيجيا خبيثة لدى الأميركان تهدف إلى حشرنا في مربع ضيق وقصفنا بانجازاتهم الراقية لتصوير أنفسهم كبديل قوي وقادر على الإنتاج اما نحن العرب والمسلمون فلسنا إلا أسواقًا كبيرة نستهلك سلعهم وندافع عن قيمهم المستوردة بأكثر مما يدافعون هم عنها، وهذا ما يغيظني في الشباب التونسي ، ينجرّ بصفة عمياء مع كل وافد دون أن يدرس بتمعّن الإبعاد الحضارية والثقافية وراء ما يقدم عليه".
( هوية مهتزة)...
وللكشف عن إقبال الشباب التونسي وترحيبه بنمط العيش الأميركي مقابل رفض بعضهم له ، التقت "إيلاف" الباحث الاجتماعي المنجي سعيداني الذي كانت ايجاباته كالأتي:"أعتقد أن التنشئة الاجتماعية للشاب التونسي هي التي تجعل من موقفه تجاه النمط الأميركي الليبرالي متذبذبًا نوعًا ما، إذ لا يمكن أن نقول إنه مقبل عليه بصفة كلية كما لا يمكن اعتباره رافضًا له ، وهذا عائد إلى المنطقة التي يعيش فيها الشاب التونسي ، وهي منطقة متوسطية ظلت طوال قرون عدة مسرحا لتعاقب وتلاقح عدد من الثقافات والحضارات المختلفة والمتنوعة مما أدى إلى تذبذب واضح في نمط عيش التونسي الذي لم يستقرّ إلى اليوم على سلوكات محددة.
وهذا ما يجعل من الاندفاع للتقليد الأعمى للغرب بنمط عيشه الاستهلاكي والذي لا يمثل في الحقيقة سوى القشور فحسب خصوصا لو أخذنا بالاعتبار الثورة الاتصالية الهائلة التي يشهدها العالم اليوم والتي سهلت كثيرًا آليات الاطلاع على أنماط العيش الأخرى والثقافات المختلفة التي يروم الشاب التونسي تقليدها والتّطبع بطبائعها".
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى