شباب وكهول يزاحمون النساء على مراكز وطب التجميل
صفحة 1 من اصل 1
شباب وكهول يزاحمون النساء على مراكز وطب التجميل
30% من الرجال قاموا بعمليات تجميل و 50% من رواد مراكز التدليك والرشاقة
الرجال يستهلكون 3 أضعاف النساء في علاجات التجميل وشد الوجه
السرية والتكتم هي غالبًا السمة المميزة لتوافد الذكورعلى مراكز التجميل
الرجال يستهلكون 3 أضعاف النساء في علاجات التجميل وشد الوجه
السرية والتكتم هي غالبًا السمة المميزة لتوافد الذكورعلى مراكز التجميل
أمال الهلالي من تونس : على الرغم من أن فكرة التجميل وإرتياد مراكز الإسترخاء والتخسيس ظلت لسنوات عديدة رهينة الجنس الناعم وحكرًا على المرأة دون سواها، إلا أننا صرنا نلاحظ خلال السنوات الأخيرة منافسة الذكور، الذين دخلوا بقوة إلى مناطق ظلت لسنوات طويلة خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، فأصبحوا الحرفاء الجدد لفضاءات وعمليات التجميل، وحسب أحد المختصين في جراحة التجميل فإن 30 بالمائة من الرجال أجروا عمليات تجميل خلال السنة الفارطة، وحوالي 30 بالمائة من روّاد مراكز الاسترخاء والتخسيس وهم غالبا رجال أعمال وساسة ومشاهير وأطباء ومهندسون وصولا إلى عامة الناس، يتنافسون فيما بينهم لحجز أفضل المقاعد في أرقى مراكز التجميل يدفعون كلّ حسب "محفظة نقوده" لشد الوجه وإزالة التجاعيد، وتغيير شكل الأنف وشفط الدهون و صبغ وإزالة الشعر وتنظيف البشرة، وغيرها من عمليات التجميل.
وعمومًا يمثل الصمت والتكتم الشديد السمة المميزة لهذه الظاهرة لاسيما أن العقلية الاجتماعية المتداولة تستهجن هذه الفكرة وتعتبرها مسًّا من الرجولة. فكيف يبرّر هؤلاء إقبالهم على مراكز التجميل؟ وما هو رأي المختصين في هذا السلوك عامة؟؟
الجمال ليس حكرا على المرأة
"الله جميل ويحب الجمال " بهذه العبارة إستهل يوسف( 55 سنة ومحامي مشهور) حديثه معنا مضيفا:"الجمال ليس حكرا على النساء فكما تريد المرأة أن تكون جميلة وجذابة في عين زوجها ومحيطها الاجتماعي كذلك الرجل، وشخصيا بحكم مركزي المرموق فإني بحاجة إلى المحافظة على رشاقتي ومظهري العام لذلك أتوافد أسبوعيا على هذا المركز و أقوم بجلسات لشدّ الوجه وتنظيف البشرة وهذا الأمر يريحني كثيرا ويجعلني أشعر بالحيوية والشباب الدائم"
موقف يوسف تبنته كذلك مجموعة من الحرفاء العرب وجدناهم في أحد مراكز التجميل بمنطقة راقية جدا ضواحي العاصمة أغلبهم بدرجة رجال أعمال قدموا من دولة الإمارات وليبيا والسعودية للقيام بعمليات تدليك وشفط الدهون .يقول صدّيق( 62 سنة رجل أعمال من ليبيا):"هذه ثالث زيارة لي إلى تونس الشقيقة قصد القيام بجلسات لشفط الدهون خاصة وأني أعاني من وزني الزائد على مستوى البطن والأرداف الأمر الذي سبّب لي إحراجًا في العمل ومع زوجتي وعمومًا أحس الآن بتحسّن تدريجي بعد جلسات عدّة وهو أمر يبعث على التفاؤل فالرشاقة ليست حكرًا على النساء هي كذلك مطلوبة لنا نحن معشر الرجال "
م.ص( عضو في البرلمان) أكد لنا أنه خضع لعمليتي تجميل الأولى على مستوى البطن لشفط الدهون والثانية لزراعة الشعر خاصة وأنه كان يعاني من الصلع وهو الآن يشعر بسعادة وبشباب دائم بعد أن كان يحس بإحراج مستمر والمثير في الأمر أنّ قيامه بكل هذه التعديلات جاء نتيجة لتلبية رغبة زوجته الشابة حتى يظل وسيما وجذابا في نظرها يقول محدثي:"للأسف بعد أن كان الصلع والبطن المنتفخة رمزا للثراء والوجاهة صارت عيبا كبيرا ورمزا للشيخوخة والقبح"
سرّية وتكتم
نورالدين خالد صاحب مركز تجميل ورشاقة وحيد وفريد من نوعه في تونس بحكم إستقطابه فقط للرجال يدعم وجهة نظر سابقيه فيما يتعلق بمشروعية جمال الرجل واعتناءه بمظهره العام لكنه لاينفي استهجان هذه الفكرة من المجتمع التونسي والعربي ككل يقول محدثي" أشغّل بمركزي ما يقارب ال46 فتاة من مدلّكات وحلاقات وأخصائيات في التجميل والتدليك والرشاقة وعموما فإن نسبة الإقبال في تزايد مستمر لكن السرية هي العلامة المميزة لتوافد الحرفاء إلى مركزي فبعضهم لا يأتي إلى في ساعات متأخرة مساءً خوفًا من عيون الناس خاصة وأن أغلبهم يشتغلون في مراكز حسّاسة في الدولة "وعن نوعية الخدمات المسدات يؤكد محدثي أن أغلبهم يعانون من السمنة والتجاعيد لذلك فإنهم يقومون بجلسات "البيو ليفتينغ"قصد شد وتنظيف البشرة فضلا عن عمليات التدليك لإزالة الشحوم.
رفيعة الجوادي |
زرع الشعر و الأسنان
الدكتورة هدى كنّو عاشور (أخصائية في الأمراض الجلدية وزراعة الشعر) تعترف انطلاقا من تجربتها المهنية وبحسب الحالات التي عاينتها أن اهتمام الرجال بمظهرهم تضاعف أكثر من قبل فعمليات زراعة الشعر صارت يومية بعد أن كان الصلع رمزا للوجاهة والذكاء صار عيبا خلقيا يتحاشاه الرجال ويعتبرونه مؤشرا لتقدم قطار العمر واقتراب سن الشيخوخة ويتداركونه بعمليات الزراعة كما أن هناك رجالا يقدمون على إزالة الشعر الغير مرغوب فيه بالليزر على مستوى الإبطين والصدر.وعلى عكس سابقيه يؤكد الدكتور محمد التلّيلي أخصائي في طب التجميل وصاحب مركز للتجميل والعلاج بمياه البحرأن الرجال سبّاقون لمجال الرشاقة و التجميل قبل النساء غير أنهم يميلون إلى القيام بذلك في الخفاء وانطلاقا من تجربته داخل المركز يؤكد الدكتور أن الرجال ينفقون على علاجات التجميل ثلاث أضعاف ما تنفقه النساء .
الدكتور عادل بن صميدة |
"صحوة المرهقة"
الدكتور منذر جعفر أخصائي في علم النفس والسلوك الإجتماعي يرى أن ظاهرة تجمّل الرجال قديمة وبالرجوع إلى التاريخ فإن الرومانيين كانوا يتجمّلون ويقبلون على جلسات الاسترخاء والتدليك مستدلا على ذلك بوجود آثار الحمامات القرطاجنية والرومانية كما أن الرسول صلى عليه وسلم قدوة حسنة في الجمال والتجميل فقد كان يحث الصحابة على الإعتناء بمظهرهم إضافة إلى القيام بعادات جميلة كصبغ اللحية وتخضيب الشعر بالحنّاء وتكحيل العيون وتسويك الفم وحلق الإبطين وغيرها من السنن الحميدة وفي حديث لابن عباس يقول:"إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي وما أن أستطف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها عليّ لأن الله تعالى يقول"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"
وفيما يتعلق بالدوافع النفسية يقول الدكتور منذر "يحاول الرجل أن يكون مقبولا لدى الجنس الناعم ومرغوبا فيه لأطول فترة ممكنة خاصة إذا تجاوز سن الأربعينات فيبحث عن بديل إصطناعي للشيء الذي لم توفره له الطبيعة قصد إصلاحه خاصة وأن القدرة الجنسية والفحولة تتواصل عند الذكر حتى الموت على خلاف الأنثى التي تمر بسن اليئس وتتوقف عندها الدورة الشهرية وعموما إذا توفرت المادة يسعى صاحبها أن يكون مرغوبًا فيه ماديًا وجسديًا، فالرجل يمر نهاية الأربعينات بما يسمى في علم النفس "بصحوة المراهقة" يحاول من خلالها استرجاع فترة مراهقته خاصة لمن لم يعشها كما ينبغي.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى