تحديات خطرة تعرقل الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية في الشرق الأوسط
صفحة 1 من اصل 1
تحديات خطرة تعرقل الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية في الشرق الأوسط
على رأسها مشكلة نقص المياه
تحديات خطرة تعرقل الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية في الشرق الأوسط
تحديات خطرة تعرقل الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية في الشرق الأوسط
محمد حميدة من القاهرة
مشكلة نقص الغذاء العالمية وضعت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مأزق, ما بين الاختيار بين زيادة المحاصيل لمجاراة التوسع السكاني أو الحفاظ على إمدادات المياه المهددة أساسا بالتناقص والانخفاض .
ان الدول العربية استنزفت كميات هائلة من المياه الجوفية مثل السعودية وامتصاص الملح من مياه البحر كما هو الحال في تونس وجيبوتي حتى مصر حولت مياه النيل الى الصحارى. لكن تلك المشاريع مكلفه وتستهلك الكثير من المياه حتى انتهت بعض الدول الآن الى استيراد الأغذية بدلا من انتاجها. فاليوم بعض البلدان العربية تستورد أكثر من90 في المئة من السلع. لكن أزمة الغذاء العالمية دفعت العديد من بلدان هذه المنطقة المتقلبة سياسيا ان تعيد التفكير في حسابات جديدة . فعدد سكان المنطقة تضاعف أكثر من أربع مرات منذ عام 1950 حتى وصل الى 364 مليون نسمة ، ومن المتوقع ان يصل الى ما يقرب من 600 مليون نسمة بحلول عام 2050. وبحلول ذلك الوقت كمية المياه العذبة المتاحة لكل شخص " الشحيحة في الأساس " ستقل الى النصف ، وتناقص الموارد يمكن أن يشعل المزيد من التوتر السياسي والدول الأكثر عرضه لذلك كثيرة منها مصر والسعودية وإسرائيل بالرغم ان الأولى تتميز بميزة منفردة وهى نهر النيل العظيم .
وتسبب النقص في الخبز المدعوم في مصر بإشعال أعمال شغب واسعة في ابريل الماضي , وأعلنت الحكومة أنها تبحث زراعة 2 مليون فدان قمح على الحدود مع السودان .لكن من وجهة نظر خبراء الاقتصاد والتنمية الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية في المنطقة معرض لتحديات ليس من السهل التغلب عليها.فبالنسبة للمملكة العربية السعودية فإنها استفادت من طبقات المياه الجوفية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج القمح في الثمانينات. وبحلول أوائل التسعينات أصبحت المصدر الرئيسي. لكن هذا العام قرر السعوديين الاستغناء تدريجيا عن هذه البرنامج لما إنها تستهلك الكثير من المياه مهددة بنفاذها حيث يقول الخبير السوري" ايلي الحاج" مؤلف كتاب حول هذا الموضوع " يمكنك ان تأتي بالأموال والمياه وتحول الصحراء الى جنة خضراء الى ان تنفذ المياه أو الأموال " .
ومصر تحلم منذ عقود بتحويل مساحات الصحراء الواسعة إلى أراض زراعيه . وكان توشكا المشروع الأكثر طموحا , بدأ في عام 1997 مستهدفا زراعة ما يقرب من 500 ألف فدان من الأراضي الزراعية وتوطين عشرات آلاف السكان. لكن أحدا لم ينتقل الى هناك ولم يستزرع إلا 30 ألف فدان فقط. صاحب مزرعة هناك يدعى "محمد ناجي محمد " يقول ان الصحراء أراضى مثاليه للزراعة ما دام هناك وفرة في المياه والأسمدة. وهى لاتحتاج الى مبيدات لان حشرات الأرض تموت بفعل حرارة الصيف مضيفا "يمكنك ان تزرع اي شيء في هذه الأرض, برسيم وعنب وطماطم ومحاصيل أخرى , المشروع لطيف جدا ، ولكنه يحتاج الى الكثير من الأموال وهذه هي الأزمة ".
وانطلاقا من خطورة الموقف من نقص الغذاء والمياه , دعا الرئيس مبارك الى وقفة"عاجلة" للنمو السكاني المتهم بتفاقم الأزمة الغذائية حيث يبلغ معدل نمو السكان في مصر حوالي 1،7 في المئة سنويا وبالرغم ان النسبة أبطأ بكثير من التي كانت عليها قبل جيل إلا إنها لا تزال سريعة لدرجة يمكن ان يتضاعف العدد بحلول عام 2050 إذا استمر المعدل بنفس النسبة . فمن المتوقع ان يضاف 1،3 مليون نسمة كل سنة يعيشون في منطقة ماهوله تقريبا بحجم جزيرة تايوان وهو أمر خطير جدا بالنسبة لبلد يعيش فيه 20 في المئة من سكانه بالفعل تحت خط الفقر. . محمد فاروق 38 عاما مفتش أتوبيس , كان يحمل معه تسعة ارغفه بلدي ملفوفة في صحيفة قال "معظم الناس يعانون فعلا ، ولكن ما الذي تستطيع ان تفعله؟" .. عواطف محمود ، 53 عاما أم لخمسة أطفال كانت تجلس تبرد أرغفة الخبز أمام مخبز بمنطقة امبابة قالت ان ارتفاع الأسعار أدى الى تغير النظام الغذائي لأسرتها. "بدلا من شراء كيلو اللحم مرة كل أسبوع ، أصبحنا نشترى نصف كيلو " مضيفة " الناس كانوا يشترون المكرونة لأطفالهم لكن بعد ان ارتفع سعرها لم نعد نقدر إلا على الخبز المدعوم. "
لكن ما هو الحل ؟.. وفقا لخبراء الاقتصاد يجب على بلاد المنطقة بدلا من السعي الى تحقيق الاكتفاء الذاتي غذائيا , ان تزرع المحاصيل التي تتمتع بميزة تنافسية تلك التي لا تحتاج إلي الكثير من المياه وقابلة للتصدير بسعر أعلى من الدولارات.
ومن باب امتلاك مصر النيل فأن ذلك يشكل نقطة محورية لإقتصادها، وبموجب معاهدة 1959 لها الحق في الحصول على حصة غير متناسبة من مياه النهر، وهي النقطه التي تلهب حقد بعض دول الحوض . وقد بنيت مصر قنوات لتحويل مياه نهر النيل الى صحراء سيناء و الأراضي الصحراوية بين القاهرة والإسكندرية و مشروع توشكا . يقول سعد نصار أحد كبار المستشارين في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ان هذا البلد ليس أمامه من خيار سوى محاولة زراعة الصحراء "إننا لا نملك ترف اختيار هذا أو ذاك". "يجب علينا ان نعمل في كل فدان صالح للزراعة ".
ووفقا للأرقام مصر تستصلح ما يقدر ب 200 ألف فدان من الأراضي الزراعية في الصحراء كل عام ، لكن في الوقت ذاته تفقد 60 ألف فدان من اخصب الأراضي الزراعية على مستوى العالم بفعل التحضر ، يقول " ريتشارد توتويلر " مدير مركز تنمية الصحراء في الجامعة الأميركية في القاهرة" الرمل .. ليس التربة الأكثر خصوبة في العالم ".فالمشكلة مع زيادة عدد سكان القاهرة زحفت العمارات السكنية الى الحقول لدرجة لا تجد وصفا أدق من " جدعون كروزمان " خبير هولندي يعمل مع الحكومة لتحسين الزراعة " في مصر الآن ينمون العمارات السكنية بدلا من القمح ،"
وزحف المباني السكنية على الأراضي الزراعية لا يقلل من الأراضي فقط بل يقلل أيضا من جودة المحاصيل حسبما يقول " محمد عبد الرحمن " مزارع , "ان النبات لا يحب الظل والمباني العالية تظلل مساحات واسعة من الأراضي وبالتالي النتيجة ضعف في إنتاج المحاصيل , أراض زراعية مع إيقاف التنفيذ".
مشكلة نقص الغذاء العالمية وضعت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مأزق, ما بين الاختيار بين زيادة المحاصيل لمجاراة التوسع السكاني أو الحفاظ على إمدادات المياه المهددة أساسا بالتناقص والانخفاض .
ان الدول العربية استنزفت كميات هائلة من المياه الجوفية مثل السعودية وامتصاص الملح من مياه البحر كما هو الحال في تونس وجيبوتي حتى مصر حولت مياه النيل الى الصحارى. لكن تلك المشاريع مكلفه وتستهلك الكثير من المياه حتى انتهت بعض الدول الآن الى استيراد الأغذية بدلا من انتاجها. فاليوم بعض البلدان العربية تستورد أكثر من90 في المئة من السلع. لكن أزمة الغذاء العالمية دفعت العديد من بلدان هذه المنطقة المتقلبة سياسيا ان تعيد التفكير في حسابات جديدة . فعدد سكان المنطقة تضاعف أكثر من أربع مرات منذ عام 1950 حتى وصل الى 364 مليون نسمة ، ومن المتوقع ان يصل الى ما يقرب من 600 مليون نسمة بحلول عام 2050. وبحلول ذلك الوقت كمية المياه العذبة المتاحة لكل شخص " الشحيحة في الأساس " ستقل الى النصف ، وتناقص الموارد يمكن أن يشعل المزيد من التوتر السياسي والدول الأكثر عرضه لذلك كثيرة منها مصر والسعودية وإسرائيل بالرغم ان الأولى تتميز بميزة منفردة وهى نهر النيل العظيم .
وتسبب النقص في الخبز المدعوم في مصر بإشعال أعمال شغب واسعة في ابريل الماضي , وأعلنت الحكومة أنها تبحث زراعة 2 مليون فدان قمح على الحدود مع السودان .لكن من وجهة نظر خبراء الاقتصاد والتنمية الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية في المنطقة معرض لتحديات ليس من السهل التغلب عليها.فبالنسبة للمملكة العربية السعودية فإنها استفادت من طبقات المياه الجوفية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج القمح في الثمانينات. وبحلول أوائل التسعينات أصبحت المصدر الرئيسي. لكن هذا العام قرر السعوديين الاستغناء تدريجيا عن هذه البرنامج لما إنها تستهلك الكثير من المياه مهددة بنفاذها حيث يقول الخبير السوري" ايلي الحاج" مؤلف كتاب حول هذا الموضوع " يمكنك ان تأتي بالأموال والمياه وتحول الصحراء الى جنة خضراء الى ان تنفذ المياه أو الأموال " .
ومصر تحلم منذ عقود بتحويل مساحات الصحراء الواسعة إلى أراض زراعيه . وكان توشكا المشروع الأكثر طموحا , بدأ في عام 1997 مستهدفا زراعة ما يقرب من 500 ألف فدان من الأراضي الزراعية وتوطين عشرات آلاف السكان. لكن أحدا لم ينتقل الى هناك ولم يستزرع إلا 30 ألف فدان فقط. صاحب مزرعة هناك يدعى "محمد ناجي محمد " يقول ان الصحراء أراضى مثاليه للزراعة ما دام هناك وفرة في المياه والأسمدة. وهى لاتحتاج الى مبيدات لان حشرات الأرض تموت بفعل حرارة الصيف مضيفا "يمكنك ان تزرع اي شيء في هذه الأرض, برسيم وعنب وطماطم ومحاصيل أخرى , المشروع لطيف جدا ، ولكنه يحتاج الى الكثير من الأموال وهذه هي الأزمة ".
وانطلاقا من خطورة الموقف من نقص الغذاء والمياه , دعا الرئيس مبارك الى وقفة"عاجلة" للنمو السكاني المتهم بتفاقم الأزمة الغذائية حيث يبلغ معدل نمو السكان في مصر حوالي 1،7 في المئة سنويا وبالرغم ان النسبة أبطأ بكثير من التي كانت عليها قبل جيل إلا إنها لا تزال سريعة لدرجة يمكن ان يتضاعف العدد بحلول عام 2050 إذا استمر المعدل بنفس النسبة . فمن المتوقع ان يضاف 1،3 مليون نسمة كل سنة يعيشون في منطقة ماهوله تقريبا بحجم جزيرة تايوان وهو أمر خطير جدا بالنسبة لبلد يعيش فيه 20 في المئة من سكانه بالفعل تحت خط الفقر. . محمد فاروق 38 عاما مفتش أتوبيس , كان يحمل معه تسعة ارغفه بلدي ملفوفة في صحيفة قال "معظم الناس يعانون فعلا ، ولكن ما الذي تستطيع ان تفعله؟" .. عواطف محمود ، 53 عاما أم لخمسة أطفال كانت تجلس تبرد أرغفة الخبز أمام مخبز بمنطقة امبابة قالت ان ارتفاع الأسعار أدى الى تغير النظام الغذائي لأسرتها. "بدلا من شراء كيلو اللحم مرة كل أسبوع ، أصبحنا نشترى نصف كيلو " مضيفة " الناس كانوا يشترون المكرونة لأطفالهم لكن بعد ان ارتفع سعرها لم نعد نقدر إلا على الخبز المدعوم. "
لكن ما هو الحل ؟.. وفقا لخبراء الاقتصاد يجب على بلاد المنطقة بدلا من السعي الى تحقيق الاكتفاء الذاتي غذائيا , ان تزرع المحاصيل التي تتمتع بميزة تنافسية تلك التي لا تحتاج إلي الكثير من المياه وقابلة للتصدير بسعر أعلى من الدولارات.
ومن باب امتلاك مصر النيل فأن ذلك يشكل نقطة محورية لإقتصادها، وبموجب معاهدة 1959 لها الحق في الحصول على حصة غير متناسبة من مياه النهر، وهي النقطه التي تلهب حقد بعض دول الحوض . وقد بنيت مصر قنوات لتحويل مياه نهر النيل الى صحراء سيناء و الأراضي الصحراوية بين القاهرة والإسكندرية و مشروع توشكا . يقول سعد نصار أحد كبار المستشارين في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ان هذا البلد ليس أمامه من خيار سوى محاولة زراعة الصحراء "إننا لا نملك ترف اختيار هذا أو ذاك". "يجب علينا ان نعمل في كل فدان صالح للزراعة ".
ووفقا للأرقام مصر تستصلح ما يقدر ب 200 ألف فدان من الأراضي الزراعية في الصحراء كل عام ، لكن في الوقت ذاته تفقد 60 ألف فدان من اخصب الأراضي الزراعية على مستوى العالم بفعل التحضر ، يقول " ريتشارد توتويلر " مدير مركز تنمية الصحراء في الجامعة الأميركية في القاهرة" الرمل .. ليس التربة الأكثر خصوبة في العالم ".فالمشكلة مع زيادة عدد سكان القاهرة زحفت العمارات السكنية الى الحقول لدرجة لا تجد وصفا أدق من " جدعون كروزمان " خبير هولندي يعمل مع الحكومة لتحسين الزراعة " في مصر الآن ينمون العمارات السكنية بدلا من القمح ،"
وزحف المباني السكنية على الأراضي الزراعية لا يقلل من الأراضي فقط بل يقلل أيضا من جودة المحاصيل حسبما يقول " محمد عبد الرحمن " مزارع , "ان النبات لا يحب الظل والمباني العالية تظلل مساحات واسعة من الأراضي وبالتالي النتيجة ضعف في إنتاج المحاصيل , أراض زراعية مع إيقاف التنفيذ".
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى